أسباب الكحة وطرق علاجها

الكحة وعلاجها: الأسباب، الأنواع، وطرق العلاج الفعالة

مقدمة

تُعتبر الكحة واحدة من أكثر الأعراض شيوعًا التي يعاني منها الأشخاص في مختلف الأعمار. قد تكون الكحة مجرد رد فعل طبيعي للجسم للتخلص من المواد الغريبة أو المخاط في الجهاز التنفسي، لكن في بعض الحالات قد تكون علامة على وجود مرض أو حالة صحية تتطلب التدخل الطبي. على الرغم من أن الكحة غالبًا ما تُعتبر حالة مؤقتة تزول مع الزمن، إلا أن استمرارها لفترات طويلة قد يستدعي القلق.

في هذا المقال، سنتناول مفهوم الكحة وأنواعها، الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوثها، وطرق العلاج المختلفة التي يمكن أن تساعد في التخفيف من حدتها والتخلص منها.

مفهوم الكحة

الكحة هي رد فعل تلقائي من الجهاز التنفسي يتمثل في حركة قوية وسريعة للهواء عبر الحنجرة والرئتين بهدف التخلص من المخاط أو المواد الغريبة التي قد تضر بالجهاز التنفسي. يمكن أن تكون الكحة جافة (من دون إفرازات) أو مصحوبة بإفرازات مخاطية. وهي تشكل جزءًا من عملية حماية الجسم، حيث تساعد في إزالة المواد التي قد تكون ضارة للجهاز التنفسي.

أنواع الكحة

1. الكحة الجافة:

   • تعرف الكحة الجافة بأنها تلك التي لا يصاحبها إفراز مخاطي. غالبًا ما تكون حادة ومزعجة، وقد تؤدي إلى تهيج الحلق والجهاز التنفسي. هذه النوعية من الكحة عادةً ما تكون ناتجة عن التهابات فيروسية مثل نزلات البرد أو الأنفلونزا.

2. الكحة المصحوبة بالمخاط:

   • هذا النوع من الكحة يتميز بإفرازات مخاطية. قد تكون الإفرازات صافية أو قد تحتوي على صديد أو دم في حالات معينة، مما يشير إلى وجود التهاب أو عدوى في الجهاز التنفسي. على سبيل المثال، الكحة المصحوبة بالمخاط قد تكون ناتجة عن التهابات في الرئتين مثل التهاب الشعب الهوائية أو الالتهاب الرئوي.

3. الكحة المستمرة (الحادة):

   • تكون الكحة حادة عندما تستمر لفترة قصيرة ولكنها تكون شديدة. غالبًا ما تكون بسبب التهاب في الجهاز التنفسي العلوي أو إصابة بعدوى فيروسية.

4. الكحة المزمنة:

   • تحدث الكحة المزمنة عندما تستمر لأكثر من 8 أسابيع، وقد تكون ناتجة عن حالات طبية أكثر تعقيدًا مثل الربو، التهاب الشعب الهوائية المزمن، أو الارتجاع المعدي المريئي. في بعض الحالات، قد تكون نتيجة لوجود أورام أو تليف رئوي.

أسباب الكحة

تتنوع الأسباب التي تؤدي إلى الكحة، ويمكن تصنيفها إلى عدة مجموعات رئيسية:

1. العدوى الفيروسية:

   • تعتبر نزلات البرد والأنفلونزا من أكثر الأسباب شيوعًا للكحة. هذه العدوى تسبب تهيجًا في الحلق والمجاري التنفسية، مما يؤدي إلى الكحة.

2. العدوى البكتيرية:

   • قد تؤدي التهابات الجهاز التنفسي مثل التهاب الشعب الهوائية أو الالتهاب الرئوي إلى كحة مصحوبة بمخاط أخضر أو أصفر. في هذه الحالات، غالبًا ما يتم العلاج بالمضادات الحيوية بعد التشخيص من قبل الطبيب.

3. الربو:

   • هو اضطراب تنفسي مزمن يؤثر على الشعب الهوائية ويسبب تضيقًا في المسالك الهوائية. الربو يمكن أن يتسبب في كحة شديدة، خاصة في الليل أو عند ممارسة الرياضة.

4. الحساسية:

   • الحساسية تجاه بعض المواد مثل الغبار، وحبوب اللقاح، أو العفن يمكن أن تؤدي إلى التهابات في الشعب الهوائية وتسبب كحة مستمرة.

5. الارتجاع المعدي المريئي:

   • في حالة الارتجاع المعدي المريئي، يتسرب حمض المعدة إلى المريء، مما يسبب تهيجًا في الحلق والشعور بالحموضة، وهو ما قد يتسبب في الكحة.

6. الملوثات البيئية:

   • التلوث البيئي والدخان يمكن أن يسبب تهيجًا في الجهاز التنفسي ويؤدي إلى الكحة. الأشخاص الذين يعانون من حالات مزمنة مثل التهاب الشعب الهوائية أو مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD) هم أكثر عرضة للكحة في مثل هذه الحالات.

7. الأدوية:

   • بعض الأدوية، مثل مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE inhibitors) التي تستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم، قد تسبب كحة مزمنة كأثر جانبي.

8. الأسباب النفسية:

   • يمكن أن تتسبب العوامل النفسية مثل القلق والتوتر في حدوث كحة نفسية، حيث لا يكون هناك سبب عضوي وراء الكحة.

تشخيص الكحة

عند زيارة الطبيب بسبب الكحة، قد يطلب الطبيب مجموعة من الفحوصات لتحديد السبب الكامن وراء الكحة. هذه الفحوصات تشمل:

• الفحص البدني: لفحص الأعراض السريرية الأخرى مثل الحمى أو وجود أصوات غير طبيعية في الرئتين.

• الأشعة السينية للصدر: للكشف عن التهابات أو أمراض رئوية قد تسبب الكحة.

• تحليل الدم: للتأكد من وجود عدوى بكتيرية أو فيروسية.

• اختبارات الحساسية: لتحديد ما إذا كانت الكحة ناتجة عن رد فعل تحسسي.

• اختبارات وظيفة الرئة: في حالات الشكوك حول الربو أو الأمراض الرئوية المزمنة.

علاج الكحة

يعتمد علاج الكحة على السبب الكامن وراءها. لذلك، من الضروري تحديد السبب بدقة. سنستعرض هنا طرق العلاج المختلفة المرتبطة بكل نوع من أنواع الكحة.

1. علاج الكحة الناتجة عن العدوى الفيروسية:

   • في حالات العدوى الفيروسية مثل نزلات البرد، لا يكون العلاج دوائيًا في معظم الأحيان. يقتصر العلاج على الراحة، شرب السوائل الدافئة، وتناول الأدوية المخففة للأعراض مثل خافضات الحرارة أو مسكنات الألم مثل الباراسيتامول.

2. علاج الكحة الناتجة عن العدوى البكتيرية:

   • في حالة الكحة الناتجة عن عدوى بكتيرية مثل التهاب الشعب الهوائية أو الالتهاب الرئوي، قد يصف الطبيب المضادات الحيوية للتخلص من العدوى. من المهم أن يتبع المريض العلاج بشكل كامل حتى لو شعر بتحسن.

3. علاج الكحة الناتجة عن الربو:

   • علاج الربو يتضمن استخدام أدوية موسعة للقصبات مثل أجهزة الاستنشاق التي تحتوي على أدوية مثل “السالبيوتامول” و”الفلوتيكاسون”. هذه الأدوية تساعد في تخفيف الأعراض ومنع حدوث النوبات الربوية.

4. علاج الكحة الناتجة عن الارتجاع المعدي المريئي:

   • يمكن علاج الارتجاع المعدي المريئي باستخدام مضادات الحموضة وأدوية تمنع إفراز الحمض مثل “الأوميبرازول” أو “الرانيتيدين”. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساعد تغيير نمط الحياة مثل تجنب تناول الطعام قبل النوم ورفع رأس السرير.

5. علاج الكحة الناتجة عن الحساسية:

   • يمكن علاج الحساسية باستخدام أدوية مضادة للهستامين أو أجهزة استنشاق تحتوي على مضادات الالتهاب. في حالات الحساسية الشديدة، قد يوصي الطبيب باستخدام العلاج المناعي للتحسس.

6. علاج الكحة النفسية:

   • إذا كانت الكحة ناتجة عن القلق أو التوتر، يمكن أن يتطلب الأمر علاجًا نفسيًا مثل العلاج السلوكي المعرفي أو استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب أو القلق.

العلاجات الطبيعية للكحة

بالإضافة إلى العلاجات الطبية، يمكن للعديد من العلاجات الطبيعية أن تساعد في تخفيف الكحة، خاصةً إذا كانت ناتجة عن التهيج البسيط أو التهابات فيروسية خفيفة. من بين هذه العلاجات:

• العسل: يُعتبر العسل من أفضل العلاجات الطبيعية للكحة، حيث يحتوي على خصائص مضادة للبكتيريا ويمكن أن يساعد في تهدئة الحلق.

• الزنجبيل: يساعد الزنجبيل في تخفيف الالتهابات والتهيج في الحلق، ويمكن تحضيره على شكل شاي دافئ.

• البخار: استنشاق البخار الساخن يمكن أن يساعد في ترطيب المسالك الهوائية وتخفيف الكحة الجافة.

• الغرغرة بالماء المالح: تعتبر الغرغرة بالماء المالح من الطرق التقليدية لتخفيف التهاب الحلق وتسكين الألم الناتج عن الكحة.

الوقاية من الكحة

الوقاية من الكحة تعتمد بشكل كبير على تجنب المسببات. فيما يلي بعض النصائح التي يمكن أن تساعد في الوقاية من الكحة:

• الابتعاد عن التدخين: يعتبر التدخين من أبرز المسببات التي تؤدي إلى تهيج الجهاز التنفسي.

• تجنب التلوث البيئي: إذا كنت تعيش